تشير بيانات أسواق الخيارات الخاصة بعملة البيتكوين إلى تصاعد حذر المستثمرين تجاه احتمال انخفاض سعر العملة الرقمية إلى مستوى 100 ألف دولار. فقد شهدت منصة "ديربيت" (Deribit)، إحدى أبرز منصات المشتقات الرقمية، ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة عقود البيع (Put Options) مقارنة بعقود الشراء (Call Options)، حيث وصلت النسبة إلى 2.17 خلال آخر 24 ساعة، مما يعكس تزايد رغبة المستثمرين في التحوط ضد تقلبات محتملة في السوق.
يُظهر الطلب المرتفع على عقود البيع قصيرة الأجل أن المستثمرين يفضلون الحماية من أي هبوط مفاجئ قد يطرأ على البيتكوين، مع تركيز خاص على الخيارات التي تستحق الانتهاء في 20 يونيو، والتي تستهدف سعر 100 ألف دولار. وتبلغ نسبة عقود البيع إلى الشراء في هذه الفئة 1.16، مما يؤكد المخاوف الحقيقية من هبوط محتمل قريب.
يُذكر أن البيتكوين سجلت أعلى مستوى لها عند 111,980 دولارًا في 22 مايو الماضي، لكنها تراجعت بعد ذلك إلى نحو 104,377 دولارًا، وسط أجواء من الغموض الاقتصادي والجيوسياسي على الصعيد العالمي.
تأتي هذه المخاوف وسط بيئة من الضغوط الاقتصادية، مثل التوترات في الشرق الأوسط وتقلبات أسعار الطاقة، إضافة إلى السياسات الجمركية الحمائية التي تؤثر على الأسواق. في حين قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، لا تزال التوقعات المستقبلية تثير قلق المستثمرين.
في هذا السياق، أكد خافيير رودريغيز ألاركون، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة "إكس بي تي أو" (XBTO)، أن أي إشارات متشددة من الاحتياطي الفيدرالي قد تعزز قوة الدولار وتضغط على سعر البيتكوين لاختبار مستوى 100 ألف دولار النفسي.
وأضاف أن الملف الجيوسياسي في الشرق الأوسط لا يزال يشكل عاملًا متقلبًا، حيث يمكن أن يؤدي التصعيد إلى مزيد من الهبوط في الأصول عالية المخاطر، بينما قد تساهم تهدئة الأوضاع في عودة شهية المخاطرة.
ختامًا، تظل البيتكوين محاصرة بين قوى نقدية واقتصادية متزايدة من جهة، ومخاطر جيوسياسية متقلبة من جهة أخرى، ما يجعل التحوط بأدوات الخيارات وسيلة ضرورية للمستثمرين لمواجهة هذا المشهد المعقد.