في خطوة تُعدّ تطورًا مهمًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، وافق الأردن رسميًا على اتفاقية الإلغاء المتبادل لتأشيرات الدخول مع روسيا الاتحادية. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والسياحي بين المملكة الأردنية الهاشمية وروسيا، وتمكين مواطني البلدين من التنقل بحرية أكبر دون الحاجة إلى تأشيرات دخول مسبقة.
وأعلن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، في بيان رسمي، أن الاتفاقية الجديدة تتيح لمواطني الأردن وروسيا دخول أراضي البلدين لمدة تصل إلى 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا دون الحاجة إلى تأشيرة، شريطة أن يكون الهدف من الزيارة سياحيًا أو تجاريًا أو عائليًا، وليس للعمل أو الإقامة الدائمة.
وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد جولات مكثفة من المفاوضات بين الجانبين، وتأتي في سياق تعميق الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الأردن وروسيا، مؤكدًا أن الاتفاقية ستسهم في تعزيز التبادل السياحي، وزيادة عدد السياح الروس القادمين إلى الأردن، الذي يُعد وجهة جذابة بفضل تراثه الحضاري ومقاصده الدينية والتاريخية مثل البتراء ووادي رم والمغطس.
من جهتها، رحّبت وزارة الخارجية الروسية بالاتفاق، واصفة إياه بـ"الخطوة العملية التي تعكس التفاهم المتنامي بين البلدين"، مشيرة إلى أن رفع متطلبات التأشيرة سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والتجارية.
وتشير التقديرات إلى أن عدد السياح الروس الذين يزورون الأردن شهد تزايدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث يُعد الأردن من الوجهات الآمنة نسبيًا في المنطقة، مما يجعله خيارًا مفضلاً للكثير من العائلات الروسية.
ويرى مراقبون أن هذه الاتفاقية قد تُسهم أيضًا في تعزيز الاستثمارات الروسية في قطاعات السياحة والبنية التحتية في الأردن، خاصة في ظل توجه المملكة نحو تنويع مصادر الدخل وتشجيع السياحة الدولية.
ويُتوقع أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد استكمال الإجراءات القانونية والفنية من قبل الجانبين، ليبدأ الأردنيون والروس في الاستفادة من حرية التنقل المتبادلة.
ويُعد هذا الاتفاق أحدث حلقة في سلسلة من التفاهمات التي عززت العلاقات الثنائية بين عمان وموسكو في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، في ظل توجه مشترك نحو بناء شراكات متينة تخدم المصالح المشتركة للشعبين.