"الجوع يهدد غزة: نصف مليون فلسطيني على وشك المجاعة"

 

أصدر البرنامج العالمي للغذاء التابع للأمم المتحدة (WFP) تقريرًا صادمًا يُحذر فيه من تدهور حاد في الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يعيش نحو نصف مليون فلسطيني على حافة المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية التي تشهدها المنطقة منذ عقود.

تفاصيل التقرير:

أكد البرنامج العالمي للغذاء أن نحو 500,000 شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفًا من "الجوع الحاد" (IPC Phase 4)، وهي المرحلة التي تسبق المجاعة مباشرة، وفقًا لتصنيف الأمن الغذائي العالمي (Integrated Food Security Phase Classification - IPC). ويشير التصنيف إلى أن هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى الغذاء اللازم للبقاء، ويُجبرون على تقليل كميات طعامهم أو تفويت الوجبات بشكل متكرر.

وأوضح التقرير أن 90% من سكان غزة، أي ما يقارب 2.2 مليون نسمة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف تفتقر إلى الغذاء الكافي، والمياه النظيفة، والخدمات الصحية الأساسية.

أسباب الأزمة:

يُرجع البرنامج العالمي للغذاء تفاقم الأزمة إلى مجموعة من العوامل المترابطة، أبرزها:

1. استمرار النزاع المسلح: الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مصانع الأغذية، والمطاحن، ومحطات توزيع المساعدات.
2. الحصار المفروض على المعابر: مما يعيق وصول شحنات المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع بشكل منتظم.
3. انهيار الاقتصاد المحلي: مع توقف أكثر من 80% من الأنشطة الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية.
4. نقص حاد في الوقود: ما أثر على تشغيل مضخات المياه، وآلات الطحن، ووسائل النقل الخاصة بتوزيع المساعدات.

تحذيرات من كارثة إنسانية:

حذر المدير الإقليمي للبرنامج العالمي للغذاء في الشرق الأوسط من أن "غزة على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن "عدم تدخل عاجل قد يؤدي إلى وقوع أول مجاعة في العالم منذ عقد من الزمن". وشدد على أن "كل دقيقة تمر دون وصول المساعدات تعني مزيدًا من المعاناة، وزيادة في خطر الوفاة بسبب الجوع".

الاستجابة الإنسانية:

على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية، لا تزال كمية المساعدات الواردة إلى غزة أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب. ويواجه عمال الإغاثة صعوبات جسيمة في الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا، بسبب الظروف الأمنية المتقلبة وانعدام البنية التحتية.

ودعا البرنامج العالمي للغذاء المجتمع الدولي إلى:

• تسهيل دخول شحنات المساعدات عبر جميع المعابر دون عوائق.
• زيادة التمويل الطارئ لدعم عمليات توزيع الغذاء.
• حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.