كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يقللون من استهلاكهم للكافيين – خاصةً من القهوة – قد يلاحظون زيادة ملحوظة في وضوح أحلامهم، بل وقد يتذكرونها بتفصيل أكبر عند الاستيقاظ. وتشير النتائج إلى أن الكافيين، الذي يُعرف بقدرته على تعطيل دورة النوم العميق، قد يكون له تأثير مباشر على مرحلة "حركة العين السريعة" (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام الحية والمفصلة.
ووفقاً للباحثين في مركز "نوم ووعي" بجامعة القاهرة، فإن تقليل أو التوقف عن شرب القهوة، خصوصاً في الساعات التي تسبق النوم، يؤدي إلى تحسين جودة النوم، مما يسمح للدماغ بالدخول في مراحل REM بشكل أعمق وأطول. وقد لاحظ المشاركون في الدراسة – والذين تراوحت أعمارهم بين 25 و45 عاماً – أن أحلامهم أصبحت أكثر وضوحاً وأكثر تفصيلاً بعد أسبوعين فقط من التقليل من الكافيين.
تقول الدكتورة نادية عبد الرحمن، أخصائية النوم والباحثة الرئيسية في الدراسة:
"الكافيين ليس مجرد منبه للجسم، بل هو أيضاً مُعطل خفي لدورة النوم الطبيعية. عندما نقلل منه، نعيد للدماغ فرصة استعادة توازنه، فتنشط عمليات المعالجة العصبية المرتبطة بالأحلام، ونبدأ في رؤية أحلام أكثر حيوية وتذكّرها بسهولة."
وتشير الدراسة إلى أن 73% من المشاركين الذين توقفوا عن شرب القهوة بعد الساعة الثالثة عصراً، أبلغوا عن زيادة في تذكر الأحلام خلال الأسبوع الأول، بينما ارتفعت النسبة إلى 89% بعد أسبوعين. كما أفاد البعض بأن أحلامهم أصبحت "أكثر واقعية" و"أكثر تأثيراً عاطفياً".
وتنصح الدكتورة نادية من يرغب في تحسين جودة نومه وتذكّر أحلامه:
"جرّب التقليل تدريجياً من الكافيين، وتجنبه بعد الظهر. قد لا تلاحظ فرقاً في اليوم الأول، لكن بعد أيام قليلة، قد تتفاجأ بعالم أحلامك الذي كان مُهملاً طويلاً!"
وتشير الدراسة إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أن الأحلام ستكون "سعيدة" أو "مريحة"، بل قد تشمل أيضاً مشاعر قوية أو حتى كوابيس، لأن الدماغ يكون أكثر حرية في معالجة المشاعر غير المحلولة أثناء النوم العميق.