شهدت أسواق العملات الرقمية خلال الساعات القليلة الماضية تحركًا حادًا ومفاجئًا، حيث سجلت أغلب العملات المشفرة ارتفاعات كبيرة في قيمتها، في ظل تغيرات متسارعة في المشهد الاقتصادي العالمي وزيادة تدفقات رأس المال نحو الأصول الرقمية.
وأظهرت بيانات الأسواق أن البيتكوين (Bitcoin)، العملة الرقمية الأبرز عالميًا، قفزت بشكل حاد لتصل إلى مستوى 73,500 دولار أمريكي، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من شهرين. ويعتبر هذا الارتفاع مفاجئًا نسبيًا، خاصة بعد فترة من التقلبات والهبوط النسبي في الأسابيع الماضية.
ويرجع خبراء التحليل المالي هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية، منها:
الإفراج عن بيانات اقتصادية إيجابية من الولايات المتحدة أشارت إلى تراجع التضخم وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما شجع المستثمرين على التوجه نحو الأصول عالية المخاطر، ومنها العملات الرقمية.
تدفق كبير لرؤوس الأموال عبر صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (ETF)، حيث سجلت صناديق البيتكوين في السوق الأمريكية تدفقات صافية إيجابية بلغت أكثر من 800 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لتقارير مؤسسة "Farside Investors".
زيادة التبني المؤسسي، مع إعلان عدد من الشركات الكبرى عن خطط لاستثمار جزء من أصولها في البيتكوين، بالإضافة إلى دخول مؤسسات مالية جديدة إلى السوق الرقمية.
الشائعات حول موافقة محتملة من قبل هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) على صناديق إيثريوم ETF، ما أدى إلى تحفيز الحماسة في السوق ودفع المستثمرين نحو الشراء.
كما سجلت عملات رقمية أخرى ارتفاعات ملحوظة، حيث قفز سعر الإيثريوم (Ethereum) بنسبة تجاوزت 12% ليصل إلى 3,850 دولارًا، بينما شهدت عملات مثل بينانس كوين (BNB) وسولانا (Solana) وريبل (XRP) مكاسب تراوحت بين 8% و15%.
وأكد المحلل المالي د. كمال الشريف أن "هذه القفزة المفاجئة تعكس عودة الثقة لدى المستثمرين، وربما تكون بداية لمرحلة جديدة من النمو في السوق الرقمية، خاصة مع اقتراب ما يُعرف بـ'الهايلينغ' (Halving) في شبكة البيتكوين، وهو الحدث الذي يحدث كل أربع سنوات ويؤدي إلى تقليل مكافآت التعدين إلى النصف، وغالبًا ما يرتبط بارتفاعات سعرية لاحقة".
ويحذر الخبراء من أن السوق لا تزال تتمتع بتقلبات عالية، وينصحون المستثمرين بالتحفظ والحذر، وعدم اتخاذ قرارات استثمارية انفعالية، مشددين على أهمية التحليل الجيد وتوزيع المخاطر.