تمكن الجيش السوداني من صد هجوم واسع شنته قوات مسلحة على المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في محاولة لاقتحام مواقعه الاستراتيجية، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية مطلعة.
وأكدت مصادر في قيادة الجيش أن وحدات من القوات المسلحة، بالتنسيق مع مجموعات محلية داعمة، تمكنت من إحباط الهجوم الذي استخدمت فيه أسلحة متوسطة وثقيلة، وتمركزت فيه العناصر المهاجمة في مناطق جنوب شرق الفاشر قبل محاولة التقدم نحو الأحياء الجنوبية للمدينة.
وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد نبيل عبد الرحمن، في بيان صحفي: "إن القوات المسلحة أحبطت بعون الله محاولة تسلل واسعة استهدفت السيطرة على مواقع عسكرية حيوية في المحور الجنوبي، وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، فيما تمت تصفية عدة أوكار كانت تُستخدم كمنصات لإطلاق القذائف على الأحياء السكنية".
وأضاف أن الجيش يواصل تعزيز تمركزاته في محيط الفاشر، ويرفع من حالة الجاهزية القتالية لصد أي محاولات جديدة، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني تحت السيطرة، وأن حركة المدنيين لم تتأثر بشكل كبير.
وتُعد الفاشر من أكثر المدن تأثرًا بالتصعيد العسكري منذ اندلاع الأزمة في أبريل 2023، وتشهد توترات متكررة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل حصار متواصل ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
ودعا الجيش السوداني المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف إراقة الدماء، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان العالقين في المدينة، الذين يعيشون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة.
ويُنظر إلى صمود الجيش في الفاشر على أنه عنصر استراتيجي حاسم في مسار الصراع الدائر في إقليم دارفور، حيث تمثل المدينة مركزًا لوجستيًا وسياسيًا مهمًا.
