ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مجزرة مروعة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، إثر قصف جوي ومدفعي عنيف استهدف تجمعًا كبيرًا من المدنيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات مساعدات إنسانية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصًا وإصابة المئات بجروح متفاوتة، وفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن القصف استهدف منطقة بالقرب من مدرسة تابعة للأونروا كانت تُستخدم كمأوى مؤقت لعشرات العائلات النازحة، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف اضطرت للعمل في ظروف بالغة الصعوبة بسبب تدمير الطرق وانعدام الوقود.
وأفاد شهود عيان أن مئات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، تجمعوا في المكان بعد تداول أنباء عن وصول قوافل مساعدات غذائية وطبية، قبل أن تفاجئهم سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي دمرت المبنى وخلفت دمارًا واسعًا في المحيط.
وقال أحد الناجين، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: "كنا ننتظر الخبز والدواء، لم يكن معنا شيء سوى الأمل. فجأة، سمعنا دوي انفجارات هائلة، وتحول كل شيء إلى دخان ودمار. لم نستطع مساعدة بعضنا البعض".
الهيئة الدولية لحماية حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش – فلسطين) وصفت الحادثة بـ"الجريمة الحربية"، مشيرة إلى أن استهداف تجمعات مدنية في ظل حصار إنساني يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
في المقابل، زعمت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن القصف استهدف "موقعًا عسكريًا تابعًا لحركة حماس كان يستخدم كمخزن أسلحة"، دون أن تقدم أدلة ملموسة على ذلك. ونفت وجود أي تحذيرات مسبقة للمدنيين بالانسحاب من المنطقة.
وأثار الحادث موجة غضب واسعة في الأوساط الدولية، حيث دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق فوري ومستقل في الحادث، فيما طالبت عدة دول أوروبية بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ يعاني أكثر من مليوني نسمة من نقص حاد في الغذاء، والوقود، والكهرباء، والخدمات الطبية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار منذ أكثر من خمسة أشهر.
تستمر معاناة السكان في جباليا وباقي مناطق القطاع، في ظل صمت دولي مخيف، بينما تزداد الأعداد القتلى والجرحى يومًا بعد يوم، في واحدة من أسوأ الفصول الإنسانية في تاريخ القضية الفلسطينية.