للمرة الأولى منذ أكثر من ستين عامًا، شهدت مدينة شيكاغو الأمريكية سيناريو عسكريًا واقعيًا ضمن إطار تدريبات دفاعية وطنية واسعة النطاق، أُجريت بالتعاون بين وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وقوات الحرس الوطني، والسلطات المحلية.
وأفادت مصادر رسمية بأن التمرين، الذي يحمل اسم "الدرع الشمالي 2025"، تم تنفيذه على مراحل خلال الأيام الثلاثة الماضية، وشمل محاكاة استجابة عسكرية ومدنية لسيناريو هجوم واسع النطاق يهدد البنية التحتية الحيوية للمدينة، بما في ذلك مطاراتها، وشبكات الطاقة، وأنظمة النقل.
وأوضح القائد العام للحرس الوطني في ولاية إلينوي، اللواء مايكل هاريس، أن "هذا التمرين ليس استجابة لتهديد فعلي، بل جزء من تحديث الاستراتيجيات الدفاعية الداخلية في ظل التحديات الأمنية المتطورة، مثل الهجمات السيبرانية، والتدخلات الأجنبية، والكوارث التي قد تتطلب تدخلًا عسكريًا داخليًا".
وشهدت شوارع وسط شيكاغو حركة غير مسبوقة لمركبات عسكرية، ونشر وحدات تابعة للجيش الأمريكي، إلى جانب طائرات هليكوبتر عسكرية حلّقت فوق الأحياء الرئيسية، ما أثار فضول السكان وتساؤلات وسائل الإعلام. ومع ذلك، أكدت السلطات أن التدريبات تمت بالتنسيق الكامل مع بلدية المدينة، وتم إبلاغ الجمهور بها مسبقًا عبر منصات الطوارئ.
وأشارت بلدة شيكاغو، برئاسة العمدة بريان جونسون، إلى أن "المشاركة في هذا التمرين تأتي في إطار تعزيز جاهزية المدينة لأي طارئ، سواء كان أمنيًا أو كارثيًا طبيعيًا"، مشددة على أن "الهدف هو حماية المواطنين، وليس إثارة الذعر".
ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه في شيكاغو منذ أزمة كوبا الصاروخية عام 1962، حين تم نشر قوات احتياطية استعدادًا لاحتمالات نووية. وتشير التقديرات إلى أن التمرين شمل أكثر من 3000 جندي، وعشرات المعدات العسكرية، وتم تنفيذه بالتعاون مع وكالات فيدرالية مثل وزارة الأمن الداخلي وFEMA.
في المقابل، أعرب بعض النشطاء عن قلقهم من "عسكَرة الفضاء المدني"، داعين إلى شفافية أكبر في مثل هذه العمليات. لكن المسؤولين يؤكدون أن التمرين كان دفاعيًا بحتًا، وتماشيًا مع المعايير الديمقراطية.
ويُتوقع أن تُقدم وزارة الدفاع تقريرًا مفصلًا عن نتائج التمرين الأسبوع المقبل، في خطوة قد تفتح الباب أمام سلسلة من التدريبات المشابهة في مدن أمريكية كبرى أخرى.
