شهد قطاع غزة، فجر اليوم، تصعيداً عسكرياً مفاجئاً من قبل القوات الإسرائيلية، أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة المئات بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وتركّز القصف الإسرائيلي على مناطق سكنية في مدن غزة ورفح وخان يونس، ما تسبب في دمار واسع للبنية التحتية وتهجير مئات العائلات.
وأفاد شهود عيان بأن القصف استمر لساعات متواصلة، واستهدف منازل ومدارس وأبراجاً سكنية، في تصعيد وصفته الفصائل الفلسطينية بأنه "جريمة حرب جديدة"، داعية المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف "المجزرة".
في غضون ذلك، وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلنت كل من المملكة المتحدة والبرتغال عزمهما على الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، وذلك في خطوة من المقرر أن تُعلن عنها اليوم خلال جلسة طارئة للبرلمان البريطاني وتصريح رسمي من رئيس الوزراء البرتغالي.
وقال مصدر حكومي بريطاني رفيع لوكالة "رويترز": "سيعلن رئيس الوزراء البريطاني اليوم عن قرار المملكة المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في إطار جهود دعم حل الدولتين وتحقيق السلام العادل في المنطقة". وأضاف المصدر أن القرار يأتي "بعد تقييم دقيق للوضع الإنساني والسياسي، وتأكيداً على التزام بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
من جهتها، أفادت وسائل إعلام برتغالية أن رئيس الوزراء أنطونيو كوستا سيعلن في مؤتمر صحفي ظهر اليوم أن بلاده "ستعترف فوراً بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مشدداً على أن هذا القرار "ليس ضد إسرائيل، بل من أجل السلام والعدالة".
وقد لاقى القرار البريطاني-البرتغالي ترحيباً فلسطينياً رسمياً وشعبياً، حيث وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "خطوة تاريخية في الاتجاه الصحيح"، داعياً دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
في المقابل، نددت إسرائيل بالقرارين، واصفة إياهما بـ"المتسرّع وغير المسؤول"، وقالت إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "خارج إطار المفاوضات الثنائية يُضعف فرص السلام".
ويأتي هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً منذ أسابيع، مع تصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس، وزيادة وتيرة إطلاق الصواريخ من غزة، مما يثير مخاوف من اندلاع جولة جديدة من الحرب الشاملة.
