تُعد غابة الأمازون المطيرة أكبر غابة مطيرة في العالم، وتُشكل ما يقارب 60% من مساحتها داخل حدود البرازيل. تُعرف هذه الغابة بـ"رئة الأرض" نظرًا لدورها الحيوي في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، كما تُعد موطنًا لملايين الأنواع من النباتات والحيوانات، إضافة إلى جماعات السكان الأصليين الذين يعتمدون عليها في حياتهم.
فقدان المساحة:
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن معهد أبحاث الفضاء البرازيلي (INPE) ومنظمة "ماهاغوني رينبو" للحفاظ على البيئة أن غابات الأمازون فقدت أكثر من 800 ألف كيلومتر مربع خلال العقود الأربعة الماضية (من عام 1985 إلى 2023). وتشير هذه المساحة إلى ما يزيد على مساحة إسبانيا بأكملها، التي تبلغ حوالي 505 آلاف كيلومتر مربع.
وقد تركزت عمليات إزالة الغابات بشكل كبير في مناطق مثل ولايات "مATO غروسو" و"بارا" و"أمازوناس"، حيث انتشرت الزراعة الصناعية (خاصة فول الصويا وتربية الماشية)، إلى جانب قطع الأشجار غير المشروع، واستغلال الموارد المعدنية.
أسباب التدهور:
الزراعة والرعي: يُعد توسع مزارع الماشية ومحاصيل فول الصويا من أبرز العوامل المسببة لتدمير الغابات، إذ تُحول الأراضي الغابية إلى أراضٍ زراعية أو مراعٍ.
البنية التحتية: بناء الطرق، مثل طريق "براسيليا-مانوس"، سهّل الوصول إلى مناطق نائية من الغابة، مما شجع على التوسع العمراني والنشاطات الاقتصادية المدمرة.
التعدين غير المشروع: خاصة في أراضي السكان الأصليين، حيث يُستخرج الذهب باستخدام الزئبق، مما يؤدي إلى تلوث الأنهار وتدمير النظم البيئية.
- التغيرات السياسية: خلال بعض الفترات، خاصة في عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو (2019–2022)، شهدت السياسات البيئية تراجعًا كبيرًا، مع تقليل التمويل لهيئات الحماية وتخفيف الرقابة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التدمير.
التأثيرات البيئية والمناخية:
- زيادة انبعاثات الكربون: فقدان الغابات يعني تقليل قدرة الأرض على امتصاص غازات الدفيئة، مما يسهم في تفاقم تغير المناخ.
- فقدان التنوع البيولوجي: تعيش في الأمازون أكثر من 10% من أنواع الكائنات الحية المعروفة على الأرض، ومع تدمير الموائل، تواجه العديد من الأنواع خطر الانقراض.
- اضطرابات مناخية محلية: تؤدي إزالة الغابات إلى تقليل الأمطار وتغير أنماط الطقس، مما يؤثر على الزراعة والمجتمعات المحلية.
الجهود الحالية للحماية:
مع تولي الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مقاليد الحكم مجددًا في عام 2023، عادت البرازيل إلى تبني سياسات بيئية أكثر صرامة، حيث تعهد بتحقيق صفر إزالة للغابات بحلول عام 2030، وأعاد تمويل وكالات إنفاذ القانون البيئي، وشارك في قمم المناخ للتأكيد على التزامه بالحفاظ على الأمازون.
كما تتعاون البرازيل مع دول حوض الأمازون الأخرى في إطار "اتفاقية الأمازون"، وتحظى بدعم دولي من خلال مبادرات تمويلية لحماية الغابات.
