في ظل التطورات المناخية المتسارعة التي تشهدها كوكب الأرض، باتت ظاهرة الاحتباس الحراري من أبرز التحديات البيئية التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. وتشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن انبعاثات غازات الدفيئة – مثل ثاني أكسيد الكربون (CO₂)، والميثان (CH₄)، وأكسيد النيتروز (N₂O) – تزداد بوتيرة مقلقة، مما يسهم في تسريع وتيرة الاحترار العالمي وانعكاساته الخطيرة على النظم البيئية والمجتمعات البشرية.
غازات الدفيئة هي مجموعة من الغازات التي تُحتجز الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى ظاهرة ما يُعرف بـ"الاحتباس الحراري". ورغم أن هذه الظاهرة طبيعية وتساعد في الحفاظ على درجة حرارة الأرض، فإن النشاط البشري المفرط – خاصة منذ الثورة الصناعية – قد أدى إلى زيادة تركيز هذه الغازات بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى تفاقم الظاهرة وتحولها إلى أزمة مناخية.
أظهرت تقارير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ومنظمة الأونكتاد، بالإضافة إلى تقارير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، أن:
- ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى أكثر من 420 جزءًا في المليون (ppm) في عام 2023، مقارنة بـ 280 جزءًا في المليون قبل الثورة الصناعية.
- ازداد تركيز الميثان بنسبة تزيد عن 160% منذ القرن التاسع عشر، ويعتبر من الغازات الأكثر فعالية في الاحترار رغم قصر عمره في الغلاف الجوي.
- بلغ معدل الاحترار العالمي متوسطًا قدره 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع توقعات بتجاوز عتبة 1.5 درجة في العقد القادم إذا لم تُتخذ إجراءات فورية.
