أعلنت الرئاسة الفلسطينية، بدء تسليم السلاح الموجود داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى الجيش اللبناني، بموجب البيان الرئاسي الصادر عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والرئيس اللبناني جوزيف عون، في 21 مايو/ أيار الماضي.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس، إن الجهات الفلسطينية المختصة سلّمت الدفعة الأولى من السلاح في مخيمي برج البراجنة والبص، مشيرا إلى أنه سيتم استكمال هذه العملية تدريجيا في باقي المخيمات.
وأوضح أبو ردينة أن هذا الإجراء يأتي تنفيذا للبيان المشترك الصادر في 21 مايو/ أيار الماضي عقب لقاء عباس وعون في بيروت، والذي أكد التزام الطرفين بتعزيز التعاون بينهما، واحترام السيادة اللبنانية، وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وأضاف أن الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات، وتحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين، بما يكفل لهم حياة كريمة دون المساس بحق العودة أو الهوية الوطنية، مؤكدا أن الهدف هو تحقيق حالة أمنية مستقرة بالتنسيق الكامل بين الأجهزة اللبنانية والفلسطينية.
وكانت مصادر فلسطينية قد ذكرت في وقت سابق أن الجيش اللبناني بدأ بالفعل استلام دفعة من الأسلحة والذخائر من مخيم برج البراجنة في بيروت بحضور ممثلين عن الأمن الوطني الفلسطيني.
ويأتي هذا التطور في إطار تفاهمات لبنانية فلسطينية لإنهاء ملف السلاح داخل المخيمات، الذي ظل موضع جدل داخلي لعقود، وسط تأكيد مشترك بأن عهد السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية قد انتهى.
المرحلة الأولى
أعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني، السفير رامز دمشقية، في بيان وزعته رئاسة الحكومة، ووصل "سبوتنيك" نسخة منه، أنه "تبدأ اليوم المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية، انطلاقا من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث ستُسلَّم دفعة أولى من السلاح وتوضع في عهدة الجيش اللبناني".
وأوضح أن هذه الخطوة "تشكل البداية، على أن تستكمل بتسلم دفعات أخرى في الأسابيع المقبلة في مخيم برج البراجنة وسائر المخيمات".
بدوره، قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام: "أرحب بانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي بدأت اليوم في مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث جرى تسليم دفعة أولى من السلاح ووضعها في عهدة الجيش اللبناني، على أن تستكمل هذه العملية بتسليم دفعات أخرى في الأسابيع المقبلة من مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات".
الفصائل الفلسطينية في لبنان
في المقابل، أصدرت الفصائل الفلسطينية في لبنان بياناً نفت فيه ما تم تداوله إعلامياً عن وجود نية لتسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، ولا سيما في برج البراجنة، مؤكدة أنّ "هذه الأخبار عارية تماماً عن الصحة ولا تمتّ إلى الواقع بصلة". وأضاف البيان: "إن ما يجري داخل مخيم برج البراجنة هو شأن تنظيمي داخلي يخص حركة فتح، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات".
كما جدد البيان حرص الفصائل الفلسطينية على "أمن واستقرار مخيماتنا وجوارها"، مؤكدا التزامها "الكامل بالقوانين اللبنانية واحترام سيادة الدولة ومؤسساتها، مع تعزيز العلاقات الأخوية بين شعبنا الفلسطيني وأهلنا في لبنان".
وأكد أن "سلاحنا لم ولن يكون إلا سلاحا مرتبطا بحق العودة وبالقضية الفلسطينية العادلة، وهو باقٍ ما بقي الاحتلال جاثما على أرض فلسطين، ولن يُستخدم إلا في إطار مواجهة العدو الصهيوني حتى يتحقق لشعبنا حقه في العودة والحرية وإقامة دولته المستقلة على أرضه".
ويعمل فوج الهندسة في الجيش اللبناني على الكشف على الأسلحة التي جرى تسلمها في مخيم برج البراجنة، تمهيدا لنقلها عبر شاحنات تابعة للجيش.